هل القطط تحيض؟ سؤال يتكرر كثيرًا بين مربي القطط، خاصة المبتدئين، وغالبًا ما يكون مصدرًا للحيرة والقلق عند ملاحظة تغيرات سلوكية أو قطرات دم تظهر على القطة. فهل ما تمر به القطط يشبه ما تمر به النساء من دورة شهرية؟ أم أن الأمر مختلف تمامًا؟
لفهم سلوك القطة الأنثى والعناية بها بالشكل الصحيح، لا بد من التمييز بين الحيض البشري وما يُعرف عند القطط بـ”دورة الشبق”. هذه الدورة ليست مجرد ظاهرة بيولوجية، بل جزء من طبيعة القطة تتكرر بانتظام وتؤثر على سلوكها ومزاجها وحتى حالتها الصحية.
في هذا الدليل، سنتناول كل ما تحتاج معرفته عن دورة الشبق عند القطط، ونجيب عن أبرز الأسئلة التي تدور في ذهنك: هل تنزف القطة فعلًا؟ كيف أتعامل معها أثناء هذه الفترة؟ وهل ظهور الدم يعني حملًا أو مشكلة صحية؟ ستجد هنا المعلومات الدقيقة والإجابات الواضحة التي تساعدك على فهم قطتك والاعتناء بها كما تستحق.
هل القطط تحيض فعلاً؟ وما الفرق بين الحيض ودورة الشبق؟

هل القطط تحيض؟ وهل أنثى القطط تحيض فعلًا كما تفعل النساء؟ هذان السؤالان يترددان بكثرة بين المربين، وغالبًا ما يؤدي الخلط بين المفاهيم إلى سوء الفهم أو التعامل الخاطئ مع القطة في فترة حرجة من حياتها.
الجواب العلمي والدقيق هو: لا، القطط لا تحيض بالطريقة التي تحيض بها الإناث من البشر. في الإناث البشريات، الحيض هو عملية شهرية يتم فيها التخلص من بطانة الرحم عند عدم حدوث الحمل، ويترافق ذلك مع نزيف دموي واضح. أما أنثى القطط، فتمر بما يُعرف بدورة “الشبق”، وهي دورة تناسلية تختلف جذريًا في طبيعتها وأعراضها.
خلال دورة الشبق، لا تفقد القطة دمًا نتيجة التخلص من بطانة الرحم، بل تظهر عليها سلوكيات مميزة تدل على استعدادها للتزاوج، مثل المواء المتكرر، التململ، والتقلب على الأرض. هذه الدورة لا تتضمن نزيفًا حقيقيًا كما يحدث في الحيض، ولذلك فإن القول بأن “القطط تحيض” ليس دقيقًا من الناحية البيولوجية، وإن كان التعبير شائعًا بين الناس.
ما هي دورة الشبق عند القطط؟

ما هي دورة الشبق عند القطط؟ وهل للقطط دورة شهرية؟ أسئلة تهم كل من يربي قطة أنثى، خصوصًا مع ملاحظة التغيرات المفاجئة في سلوكها في فترات معينة من السنة. لفهم سلوك القطة وتفسير ما تمر به من تغيرات، لا بد من التعرّف على مفهوم دورة الشبق وطبيعتها.
دورة الشبق عند القطط هي المرحلة التي تصبح فيها القطة الأنثى مستعدة للتزاوج، وتُعد هذه الدورة جزءًا من الجهاز التناسلي للقطط وليست “دورة شهرية” كما هو الحال لدى البشر. الفارق الجوهري أن القطة لا تنزف خلال هذه الفترة، ولا تتخلّص من بطانة الرحم كما تفعل الأنثى البشرية، بل تعبر عن رغبتها بالتزاوج من خلال سلوكيات مميزة.
تمر القطة خلال دورة الشبق بعدة مراحل تبدأ بمرحلة التمهيد أو Proestrus، حيث تبدأ التغيرات الهرمونية ويظهر أول اضطراب بسيط في السلوك. تليها مرحلة Estrus وهي المرحلة التي تبلغ فيها الرغبة ذروتها، وتُظهر القطة خلالها علامات واضحة ككثرة المواء، فرك الجسم بالأثاث، تقوّس الظهر، والبحث عن الذكر. هناك أيضًا مراحل لاحقة إذا لم يحدث تزاوج، مثل Metestrus وAnestrus، حيث ينخفض النشاط الجنسي تدريجيًا حتى تتكرر الدورة من جديد.
تبدأ أول دورة شبق عند القطط عادةً في عمر يتراوح بين 5 و9 أشهر، وقد تختلف حسب السلالة والبيئة. أما مدة كل دورة فهي تمتد من يومين إلى أسبوع تقريبًا، ويمكن أن تتكرر كل بضعة أسابيع إذا لم يحدث تزاوج أو تعقيم.
أعراض دورة الشبق عند القطط

أعراض دورة الشبق عند القطط قد تبدو غريبة أو مقلقة للمربي الذي لم يسبق له ملاحظة هذه الحالة من قبل، لكنها في الواقع جزء طبيعي من دورة حياة القطة الأنثى. وتُعد التغيرات السلوكية أبرز ما يميز هذه المرحلة، وقد تكون شديدة الوضوح إلى درجة يصعب تجاهلها.
خلال دورة الشبق، يظهر على القطة المواء المستمر بنغمة مرتفعة وغير معتادة، وكأنها تنادي على شريك للتزاوج. كما قد تلاحظ تقلبات في المزاج، فالقطة تصبح أكثر حنانًا أحيانًا، ثم تنتقل إلى حالة من التوتر أو النفور. من أبرز العلامات أيضًا الاحتكاك المتكرر بالأثاث أو الأرجل، والانبطاح أرضًا مع رفع الخلفية في وضعية التزاوج، وهي سلوكيات غريزية تعكس استجابتها للهرمونات.
أما من الناحية الجسدية، فقد لا تظهر تغيرات واضحة، لكن في بعض الحالات، يمكن ملاحظة تورم خفيف في الفرج أو زيادة في النظافة الذاتية التي تمارسها القطة لنفسها. لكن على عكس المفهوم الخاطئ، لا يُفترض أن تنزف القطة خلال هذه الفترة، لأن الشبق لا يتضمن فقدانًا للدم كما يحدث في الدورة الشهرية عند البشر.
كيف أتعامل مع القطة خلال فترة الشبق؟
كيفية التعامل مع القطة خلال الدورة الشهرية أو كما يُطلق عليها علميًا دورة الشبق يحتاج إلى وعي وصبر، فالقطة في هذه المرحلة تكون تحت تأثير هرموني قوي يؤثر على سلوكها ومزاجها، مما يتطلب من المربي تفهمًا وليس انزعاجًا.
أول خطوة في كيفية التعامل مع القطة في الدورة الشهرية هي توفير بيئة هادئة ومريحة. قلّل من الضوضاء، ووفّر لها مكانًا دافئًا وآمنًا تسترخي فيه، فالشعور بالأمان يساعد على تهدئة توترها ويخفف من نوبات القلق التي قد تمر بها.
ثانيًا، تجنّب تمامًا استخدام أسلوب العقاب، حتى وإن بدا سلوكها مزعجًا أو مفرطًا. المواء العالي، التقلّب، ومحاولات الهروب ليست تمردًا، بل استجابات فطرية لا تستطيع التحكم فيها.
من المهم في هذه المرحلة التفكير بخيارات مستقبلية، فإما أن تُتاح للقطة فرصة التزاوج مع ذكر ملائم إذا كان ذلك ضمن خطتك، أو التفكير بجدية في عملية التعقيم، وهي خطوة طبية آمنة تمنع تكرار دورة الشبق وتساهم في تحسين جودة حياة القطة، خاصة إن لم يكن هناك نية للتكاثر.
نزول الدم من القطة: هل هو طبيعي؟
سؤال يقلق الكثير من المربين، خاصة عند الربط بين الدم ودورة الشبق. لكن الحقيقة أن نزول الدم ليس من الأعراض الطبيعية لدورة الشبق عند القطط، بل يُعد إشارة تستوجب الانتباه والفحص.
إذا لاحظت دمًا يخرج من فرج القطة، فقد لا يكون مرتبطًا بدورة التزاوج، بل يدل غالبًا على مشكلات صحية. من بين أبرز أسباب نزول الدم من القطة: التهابات المسالك البولية، أو وجود جروح أو خدوش داخلية نتيجة سقوط أو اصطدام، أو حتى مشاكل في الرحم كالتهاب أو أورام.
كذلك، بعض القطط قد تعاني من عدوى تناسلية أو مضاعفات نادرة بعد الولادة، وقد يظهر النزيف كمؤشر أولي. أما في القطط الصغيرة التي لم تبلغ بعد، فالنزف يستوجب زيارة الطبيب البيطري فورًا، لأنه ليس طبيعيًا بأي حال.
إذا كنت تتساءل ما سبب نزول الدم من فرج القطة؟، فالجواب الواضح هو أن الأمر لا يرتبط بالشبق، بل غالبًا ما يكون عرضًا مرضيًا. في جميع الأحوال، لا يُنصح بالانتظار أو التجريب، بل التوجه مباشرة إلى الطبيب البيطري للتشخيص والعلاج، حفاظًا على صحة القطة وسلامتها.
كيف أفرق بين دورة الشبق والحمل عند القطة؟

كثير من المربين يخلطون بين أعراض الحمل ودورة الشبق، خاصة عند عدم وجود خبرة سابقة في تربية القطط. ومع أن الحالتين تتعلقان بجهاز القطة التناسلي، إلا أن الفروق بينهما واضحة لمن يعرف ما يبحث عنه.
في دورة الشبق، تكون القطة نشيطة، كثيرة المواء، وتظهر سلوكيات واضحة مثل رفع الذيل والتقوّس ومحاولات التودد للذكور. أما في بداية الحمل، فتختفي هذه السلوكيات، وتميل القطة للهدوء وتقل رغبتها في التفاعل، وتبدأ تغييرات جسدية خفيفة بالظهور، مثل انتفاخ بسيط في البطن وتغير لون الحلمات إلى الوردي بعد حوالي ثلاثة أسابيع من التزاوج.
كذلك تختلف مدة كل حالة. تستمر دورة الشبق بضعة أيام، وقد تتكرر خلال فترات قصيرة إذا لم يحدث تزاوج، بينما يدوم الحمل في القطط حوالي تسعة أسابيع. خلال هذه الفترة، قد تظهر على القطة علامات تعب خفيف أو رغبة أكبر في النوم والغذاء، بعكس النشاط الزائد الذي يرافق فترة الشبق.
رغم وضوح بعض العلامات، فإن الفحص البيطري يظل الوسيلة الأدق لتأكيد الحمل. يمكن للطبيب باستخدام الفحص الجسدي أو التصوير بالموجات فوق الصوتية التأكد من وجود أجنة داخل الرحم، خاصة بعد مرور ثلاثة أسابيع من التزاوج.
هل تمر القطط المعقّمة بدورة الشبق؟
سؤال منطقي يطرحه الكثير من المربين، خاصة بعد ملاحظة بعض التصرفات الغريبة لدى القطط التي خضعت لعملية التعقيم. في الوضع الطبيعي، القطة المعقمة لا تمر بدورة الشبق، لأن إزالة المبايض يؤدي إلى توقف إنتاج الهرمونات المسؤولة عن هذه الدورة.
الفرق الأساسي بين القطة المعقمة وغير المعقمة هو في الحالة الهرمونية. القطة غير المعقمة تدخل في دورة شبق منتظمة ما دامت في سن الإنجاب، بينما تفقد القطة المعقمة هذه القدرة كليًا. ونتيجة لذلك، تتوقف تمامًا السلوكيات المرتبطة بالتزاوج مثل المواء المتكرر أو رفع الذيل.
ومع ذلك، قد تظهر في حالات نادرة أعراض شبيهة بالشبق بعد التعقيم. هذا يحدث عادة إذا لم تُستأصل كل أنسجة المبيض، ما يُعرف طبيًا بـ”متلازمة المبيض المتبقي”. في هذه الحالة، تستمر بعض الأنسجة بإفراز الهرمونات، فتعود السلوكيات وكأن القطة لم تُعقّم.
للتأكد من أن القطة معقّمة بشكل كامل، يمكن للطبيب البيطري إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية أو تحليل دم لرصد أي نشاط هرموني غير متوقع. إذا وُجد خلل، يمكن تصحيحه بجراحة ثانية لإزالة الأنسجة المتبقية.
طرق تهدئة القطة أثناء فترة الشبق طبيعيًا
أكثر ما يشغل بال المربين، خاصة عندما تبدأ القطة بإظهار سلوكيات مزعجة وصاخبة. في هذه المرحلة، يصبح التعامل معها تحديًا حقيقيًا، لكنه قابل للتجاوز باتباع خطوات بسيطة وآمنة.
أول ما تحتاجه القطة في فترة الشبق هو بيئة هادئة وخالية من التوتر. الأصوات العالية أو كثرة الحركة في المنزل قد تزيد من توترها، لذا يُنصح بتوفير زاوية مريحة بعيدًا عن الضجيج، حيث تشعر بالأمان والسكينة.
ثانيًا، اللعب وسيلة ممتازة لصرف انتباه القطة. الألعاب التفاعلية، خاصة تلك التي تحاكي الصيد، تساعدها على تفريغ طاقتها الجسدية والعاطفية. كما أن اللعب يقلل من الشعور بالإحباط الذي يرافق فترة الشبق.
ومن الطرق الطبيعية التي أثبتت فعاليتها أيضًا، استخدام منتجات الفيرمونات الصناعية أو الأعشاب المهدئة مثل زهرة البابونج أو اللافندر، ولكن تحت إشراف بيطري. هذه المواد تساعد على خلق إحساس بالاسترخاء دون تدخل دوائي.
ما يجب تجنبه تمامًا هو الصراخ أو العقاب. فالقطة لا تملك تحكمًا في تصرفاتها أثناء هذه المرحلة، وأي تصرف قاسٍ قد ينعكس سلبًا على علاقتها بك ويزيد من اضطرابها. بدلًا من التوبيخ، كن صبورًا، وركّز على تهيئة الظروف التي تساعدها على المرور بهذه الفترة بأقل قدر من التوتر.
خلاصة:
بعد أن أجبنا عن سؤال “هل القطط تحيض؟” وشرحنا بالتفصيل دورة الشبق عند الإناث، يتضح أن فهم هذه المرحلة ضروري لكل مربي يسعى لتقديم رعاية واعية ومسؤولة لقطته. الشبق ليس مرضًا، بل حالة فسيولوجية طبيعية تمر بها القطة غير المعقمة، لكنها قد تكون مربكة أحيانًا بسبب تغيّر السلوك وارتفاع مستوى الاحتياج العاطفي.
لتسهيل هذه الفترة، يُنصح بتوفير بيئة هادئة، وتخصيص وقت للّعب، وتجنب أي سلوك عقابي قد يؤثر سلبًا على نفسية القطة. وإذا تكررت الدورات بشكل مزعج أو لاحظت أعراضًا غير معتادة كالنزيف أو فقدان الشهية، فاستشارة الطبيب البيطري خطوة ضرورية.
من النصائح الوقائية المهمة التفكير جديًا في خيار التعقيم، خاصة إذا لم يكن هناك نية للتزاوج، فذلك لا يحل فقط إشكالية الشبق، بل يقي من مشكلات صحية مستقبلية مثل التهابات الرحم أو الأورام.
تذكّر دائمًا أن القطة كائن حساس، وتعاملك الهادئ والفهم العميق لاحتياجاتها هو ما يصنع الفارق في علاقتكما.
الأسئلة الشائعة:
هل للقطط دورة شهرية؟
لا، القطط لا تمر بدورة شهرية كالإناث البشريات. ما تمر به يُعرف علميًا بـ”دورة الشبق”، وهي مرحلة تحدث فيها تغيرات هرمونية وسلوكية استعدادًا للتزاوج، لكنها لا تتضمن نزيفًا دمويًا كما هو الحال لدى الإنسان.
كم مرة تأتي دورة الشبق؟
تبدأ دورة الشبق لدى القطط منذ عمر 4 إلى 6 أشهر تقريبًا، وتختلف تكرارها حسب السلالة والبيئة. في بعض الحالات، يمكن أن تحدث كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع خلال موسم التزاوج، وهو ما يجعلها متكررة ومستمرة في حال لم يتم التزاوج أو التعقيم.
هل تنزف جميع القطط أثناء الشبق؟
لا، النزيف ليس من أعراض الشبق الطبيعية عند القطط. في حال لاحظت نزول دم من فرج القطة، فقد يكون السبب حالة طبية تستدعي الفحص البيطري مثل التهاب أو إصابة.
هل من الأفضل تعقيم القطة لتجنب الشبق؟
نعم، التعقيم يُعد خيارًا فعالًا لتجنب دورات الشبق المتكررة وما يصاحبها من إزعاج سلوكي. كما يساهم في الوقاية من أمراض تناسلية ومشكلات صحية مزمنة، إلى جانب تقليل أعداد القطط المشردة الناتجة عن التزاوج غير المخطط له.
لا تعليق