علاج فطريات القطط يبدأ بالتشخيص الصحيح والفهم الجيد لطبيعة المرض. فهذه العدوى الجلدية الشائعة لا تُسبب فقط تساقط الشعر والحكة، بل قد تنتقل أيضًا إلى الإنسان وتؤثر على البيئة المحيطة بالقط. تنتشر فطريات القطط بسهولة، خاصة في البيئات الرطبة أو بين الحيوانات التي تعيش معًا، مما يجعل التعامل معها أمرًا ضروريًا لحماية صحة الحيوان والإنسان.
في هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاج معرفته عن فطريات القطط: من الأسباب التي تؤدي إلى ظهورها، إلى الأعراض الأكثر شيوعًا، وأنواع الفطريات التي قد تصيب قطك. وسنوضح بالتفصيل كيف يتم التشخيص والعلاج بطرق طبية وآمنة، مع عرض العلاجات المنزلية المعتمدة، وأهم النصائح للوقاية وتفادي تكرار الإصابة.
ما هي فطريات القطط؟

تعريف مبسط لفطريات القطط
فطريات القطط هي عدوى جلدية تسببها كائنات دقيقة تُعرف بالفطريات الجلدية، وتُصيب الطبقات السطحية من الجلد والشعر، وأحيانًا الأظافر. تُعد هذه الحالة من أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا بين القطط، سواء كانت منزلية أو ضالة، وتنتقل غالبًا عن طريق التلامس المباشر أو من خلال البيئة الملوثة.
تبدأ الإصابة عادة بظهور بقع خالية من الشعر، وقد تتطور إلى قشور أو التهابات جلدية إذا لم تُعالج مبكرًا. وعلى الرغم من أنها تبدو مشكلة جلدية سطحية، إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى تفاقم العدوى وتدهور الحالة الصحية العامة للقط.
أنواع الفطريات التي تصيب القطط
من أبرز أنواع الفطريات التي تُصيب القطط:
- Microsporum canis: المسؤول عن غالبية حالات العدوى الفطرية لدى القطط، وهو النوع الأكثر قدرة على الانتقال إلى الإنسان.
- Trichophyton mentagrophytes: نوع آخر قد يُصيب القطط في البيئات الريفية أو عند الاتصال بالقوارض.
- Malassezia: نوع من الخمائر التي تستوطن الجلد، وتُسبب فطريات الأذن لدى بعض القطط، خاصة ذات الأذن الطويلة أو المصابة بحساسية جلدية.
هل فطريات القطط مرض جلدي فقط؟
رغم أن فطريات القطط تُصنّف كعدوى جلدية في الأساس، إلا أن تأثيرها لا يقتصر على الجلد وحده. فإهمال العلاج أو ضعف مناعة القط قد يسمح بانتشار العدوى إلى مناطق أعمق من الجلد، أو يؤدي إلى التهابات بكتيرية ثانوية، ما يضاعف من خطورتها ويزيد من صعوبة العلاج.
مدى شيوع فطريات القطط
تُعد فطريات القطط من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، خاصة في البيوت التي تضم أكثر من قط، أو في حالات القطط التي تتعرض للخروج إلى الخارج أو الاختلاط بحيوانات أخرى. وتزداد نسب الإصابة في البيئات الرطبة، وفي القطط صغيرة السن أو التي تعاني من أمراض تضعف جهاز المناعة.
أسباب فطريات القطط

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى إصابة القطط بالفطريات، إذ يمكن أن يكون السبب الرئيسي هو البيئة المحيطة بالقط أو حالته الصحية العامة. فيما يلي نستعرض أبرز العوامل التي تسهم في انتشار هذه العدوى الجلدية بين القطط.
العدوى من قطط أو حيوانات أخرى
تعد العدوى المباشرة من القطط أو الحيوانات المصابة من أكثر الأسباب شيوعًا لانتقال الفطريات. القطط المصابة قد تحمل الفطريات على جلودها أو في شعرها، ويمكن أن تنتقل العدوى إلى قطط أخرى بمجرد التلامس أو اللعب معًا. كما أن الحيوانات الأخرى مثل الكلاب أو الحيوانات البرية قد تحمل نفس الفطريات، مما يزيد من خطر الإصابة في البيئات التي يختلط فيها القط مع هذه الحيوانات.
ضعف المناعة
قد تكون القطط المصابة بأمراض مزمنة أو التي لا تتلقى تغذية صحية متوازنة عرضة بشكل أكبر للإصابة بالفطريات. ضعف الجهاز المناعي يقلل من قدرة القط على محاربة الميكروبات، بما في ذلك الفطريات التي قد تهاجم الجلد. لذا، يُعتبر الحفاظ على صحة القط العامة وتقوية جهازه المناعي من أهم طرق الوقاية.
الرطوبة والبيئة غير النظيفة
تعتبر البيئة الرطبة والمنازل غير النظيفة من العوامل المؤثرة بشكل كبير على انتشار الفطريات. الأماكن الرطبة توفر بيئة مثالية لنمو الفطريات. كما أن تراكم الأوساخ، الشعر الميت، أو فضلات القطط قد يزيد من احتمالية الإصابة. من الضروري الحفاظ على بيئة نظيفة وجافة لتقليل خطر العدوى.
التلامس مع أدوات ملوثة
تلعب الأدوات الملوثة دورًا كبيرًا في انتقال فطريات القطط. الألعاب الملوثة، أو الفرش والمخدات التي يستخدمها القط بانتظام، قد تكون محملة بالفطريات التي تنتقل إلى جسم القط أثناء استخدامه لهذه الأشياء. كما أن استخدام أواني الطعام والشراب الملوثة قد يسهم أيضًا في انتقال العدوى، خاصة في حالة القطط التي تخرج إلى الخارج أو تختلط مع قطط أخرى.
كيف يتم تشخيص فطريات القطط؟
تشخيص فطريات القطط يعد خطوة أساسية في العلاج الناجح. فمن خلال الفحص الدقيق من قبل الطبيب البيطري، يتم تحديد نوع الفطريات بدقة، مما يساعد في اختيار العلاج الأنسب. توجد عدة طرق بيطرية معتمدة لتشخيص فطريات القطط، وكل طريقة تقدم تفاصيل دقيقة حول الإصابة.
الفحص السريري
يبدأ الطبيب البيطري عادةً بالفحص السريري للقط المصاب. في هذه المرحلة، يتم فحص الجلد بدقة بحثًا عن العلامات الأولية للفطريات، مثل البقع الخالية من الشعر والقشور. يمكن أن يعزز الفحص السريري الأولي من تحديد مكان الإصابة ومداها، ولكنه يحتاج إلى تأكيد باستخدام طرق أخرى للتشخيص.
استخدام ضوء وود

تُعد تقنية ضوء وود من أشهر طرق التشخيص في حالة الشكوك حول إصابة القط بالفطريات. يعمل ضوء وود على إظهار الفطريات تحت الأشعة البنفسجية، حيث يتوهج البعض منها بلون أخضر مميز. لكن، من المهم معرفة أن هذه الطريقة لا تكشف عن جميع الأنواع، فهي تقتصر غالبًا على بعض أنواع الفطريات مثل Microsporum canis.
كشط الجلد وتحليل العينة تحت المجهر
إذا كانت نتيجة الفحص السريري أو ضوء وود غير حاسمة، يلجأ الطبيب إلى كشط الجلد لجمع عينة من القشور أو الشعر الميت. يتم فحص هذه العينة تحت المجهر لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على فطريات. تعتبر هذه الطريقة دقيقة للغاية في تحديد وجود الفطريات، وتساعد في توجيه العلاج بشكل أسرع.
زراعة فطرية لتأكيد النوع
إذا لزم الأمر، يمكن أن يقوم الطبيب البيطري بإجراء زراعة فطرية. يتم فيها أخذ عينة من الجلد أو الشعر المصاب ووضعها في بيئة مختبرية لزراعة الفطريات. تُعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق دقة لأنها تكشف عن نوع الفطر المسؤول عن العدوى، ما يساعد في اختيار العلاج الأمثل.
متى لا يُنصح بالتشخيص المنزلي؟
بينما قد يحاول بعض أصحاب القطط تشخيص الفطريات بأنفسهم باستخدام طرق منزلية، فإن هذا لا يُنصح به في الغالب. التشخيص المنزلي لا يمكن أن يكون دقيقًا بما يكفي، وقد يؤدي إلى تأخير العلاج أو استخدام طرق غير فعّالة. لذلك، يفضل دائمًا استشارة الطبيب البيطري المتخصص، حيث يملك الأدوات والخبرة اللازمة لتحديد نوع الفطريات بدقة، وبالتالي توجيه العلاج الأنسب.
أعراض فطريات القطط

تُعد أعراض فطريات القطط من العلامات المهمة التي يمكن من خلالها التعرف على الإصابة المبكرة، وبالتالي سرعة اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة. ومع ذلك، قد تختلف الأعراض حسب نوع الفطريات المصابة بها القطط.
بقع دائرية خالية من الشعر
من أكثر الأعراض شيوعًا التي يلاحظها أصحاب القطط المصابة بالفطريات هي البقع الدائرية الخالية من الشعر. تظهر هذه البقع عادة على مناطق محددة من جسم القط، خاصة على الرأس أو الأرجل. تبدأ البقعة صغيرة الحجم وتكبر تدريجيًا، وتكون غالبًا محاطة بحافة حمراء أو متقشرة.
قشور جلدية وحكة متكررة
من العلامات الأخرى التي تشير إلى إصابة القط بالفطريات هي ظهور قشور جلدية أو جفاف ملحوظ على سطح الجلد. غالبًا ما يصاحب هذه القشور حكة شديدة، مما يجعل القط يحاول خدش نفسه بشكل مستمر. هذا السلوك قد يتسبب في تهيج الجلد وزيادة فرصة انتقال العدوى إلى مناطق أخرى.
التهاب الأذن أو تساقط الشعر منها
فطريات الأذن هي نوع آخر شائع من الإصابة التي قد تصيب القطط. تتسبب الفطريات في التهاب الأذن، مما يؤدي إلى إفرازات غير طبيعية قد تكون سميكة أو ذات رائحة كريهة. كما أن تساقط الشعر حول الأذن قد يكون علامة على إصابة فطرية، خصوصًا إذا كانت القطط تلهث أو تميل رأسها جانبًا نتيجة الألم أو الإزعاج.
تغير في سلوك القط بسبب الحكة المستمرة
عند إصابة القطط بالفطريات، فإن الحكة المستمرة قد تؤدي إلى تغيرات في سلوك القط. قد يصبح القط عصبيًا أو سريع الغضب نتيجة للإزعاج المستمر، كما قد يظهر على القط علامات من الخمول أو التوتر. في حالات الإصابة الشديدة، قد يتجنب القط لمس بعض أجزاء جسمه بسبب الألم أو الحكة.
انتشار العدوى لمناطق مختلفة في الجسم
إذا لم تُعالج فطريات القطط في مراحلها المبكرة، فإن العدوى قد تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، مما يؤدي إلى ظهور بقع جديدة في مناطق مختلفة مثل الأطراف أو أسفل البطن. يمكن أن تتفاقم الإصابة إذا كانت هناك عوامل إضافية مثل ضعف جهاز المناعة أو بيئة ملوثة.
مراحل الإصابة بفطريات القطط

تمر فطريات القطط بعدة مراحل متسلسلة، تبدأ بشكل طفيف وقد تتطور سريعًا إذا لم تُكتشف مبكرًا. فهم هذه المراحل يُساعد في التدخل في الوقت المناسب ويقلل من المضاعفات.
المرحلة الأولى: بقعة صغيرة غير مقلقة
في البداية، تظهر بقعة دائرية صغيرة خالية من الشعر على جسم القط، وغالبًا ما تكون جافة وخالية من الالتهاب. لا يشعر القط في هذه المرحلة بأي ألم واضح، وقد يمر الأمر دون ملاحظة من المربي، خصوصًا إن كانت الإصابة في منطقة يصعب رؤيتها.
المرحلة المتوسطة: انتشار تدريجي وحكة واضحة
مع مرور الوقت، تبدأ البقعة بالاتساع، وتظهر أخرى في مناطق مختلفة من الجسم. في هذه المرحلة، يصبح القط أكثر انزعاجًا ويبدأ بخدش المنطقة المصابة بشكل متكرر. الحكة تكون واضحة، ويرافقها أحيانًا تقشر في الجلد أو احمرار طفيف.
المرحلة المتقدمة: تقرحات وعدوى ثانوية وتدهور عام
عند إهمال العلاج، تتفاقم الحالة وتتحول البقع إلى تقرحات جلدية. في هذه المرحلة، يكون الجلد ملتهبًا، وقد تتشكل عدوى بكتيرية ثانوية بفعل الخدش المستمر. يُلاحظ على القط تدهور عام في حالته، مثل فقدان الشهية أو الكسل، ما يتطلب تدخلًا بيطريًا فوريًا لتفادي مضاعفات أخطر.
هل فطريات القطط تنتقل إلى الإنسان؟

نعم، فطريات القطط تُعد من الأمراض الجلدية القابلة للانتقال من الحيوان إلى الإنسان. وتحدث العدوى عادةً عند التعامل المباشر مع القط المصاب أو لمس الأسطح والأدوات التي تحمل الفطريات، خاصة إذا لم تُلاحظ الإصابة في وقت مبكر.
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
تزداد احتمالية انتقال العدوى إلى بعض الفئات أكثر من غيرها، وأبرزهم:
- الأطفال، بسبب ضعف إدراكهم لمخاطر الاحتكاك بالحيوانات المصابة، وكثرة ملامستهم لوجوههم وأجسادهم بعد اللعب.
- أصحاب المناعة الضعيفة، مثل مرضى السكري، أو من يتلقون علاجًا مثبطًا للمناعة، أو كبار السن.
- النساء الحوامل، إذ تكون المناعة في حالة حساسة وقد تتفاعل العدوى بشكل مختلف.
ما هو شكل العدوى عند الإنسان؟
تظهر فطريات القطط عند الإنسان غالبًا على شكل بقع دائرية حمراء على الجلد، ذات حواف مرتفعة ومركز أفتح لونًا. تصاحبها حكة واضحة، وقد تتقشر أو تلتهب إذا لم تُعالج. وتظهر العدوى في الغالب على الذراعين، الرقبة، أو الوجه أي المناطق التي تلامس القط بشكل متكرر.
في الحالات المتقدمة، قد يتطلب العلاج مضادات فطرية فموية، خاصة إن كانت العدوى منتشرة أو أصابت مناطق واسعة من الجلد.
كيف نحمي أنفسنا من العدوى؟
للوقاية من انتقال الفطريات من القطط إلى البشر، يُنصح بما يلي:
- غسل اليدين جيدًا بعد ملامسة القط، خاصة قبل لمس الوجه أو الطعام.
- عزل القط المصاب عن باقي أفراد الأسرة والأطفال حتى يتم علاجه بالكامل.
- تنظيف وتعقيم الأدوات التي يستخدمها القط، مثل الأطباق، الفراش، والألعاب، بشكل دوري.
- ارتداء قفازات أثناء التعامل مع القط المصاب أو أثناء وضع العلاج.
- زيارة الطبيب فور ظهور أي أعراض جلدية غير مألوفة، خاصة إن كانت هناك مخالطة مباشرة مع قط مصاب.
علاج فطريات القطط

يُعد علاج فطريات القطط عملية متعددة الجوانب تتطلب التزامًا دقيقًا بخطة بيطرية مدروسة، إلى جانب وعي المربي بكيفية التعامل مع الحالة داخل المنزل. فالعلاج لا يقتصر على إزالة الأعراض الظاهرة، بل يشمل أيضًا القضاء على مصدر العدوى ومنع تكرارها.
العلاج البيطري
يعتمد الطبيب البيطري على تحديد شدة الإصابة لاختيار العلاج المناسب. في الحالات الخفيفة، تُستخدم مراهم موضعية مضادة للفطريات، مثل “كلوتريمازول”، تُوضع على الجلد مباشرة بعد تنظيف المنطقة المصابة. هذه المراهم تُساعد على تقليل نشاط الفطريات ومنع انتشارها.
في الحالات المتقدمة أو واسعة النطاق، قد يُوصي الطبيب بـ أدوية فموية مثل “إيتراكونازول”، والتي تعمل من الداخل لمكافحة العدوى، خصوصًا إذا كانت الإصابة منتشرة أو متكررة.
كما يُنصح باستخدام شامبو علاجي مخصص للفطريات مرتين أسبوعيًا، للمساعدة في إزالة الجراثيم من الشعر والجلد، وتقليل فرصة انتقال العدوى إلى الحيوانات أو الأشخاص الآخرين.
العلاج المنزلي
رغم أن بعض العلاجات المنزلية تُستخدم بين المربين، فإن التعامل معها يتطلب حذرًا بالغًا. من أشهر هذه الطرق خل التفاح المخفف بالماء، ويُستخدم كغسول موضعي للمناطق المصابة، لما له من خصائص مضادة للفطريات، لكن يُشترط تجنّب الجروح المفتوحة وعدم استخدامه دون استشارة بيطرية.
من جهة أخرى، تُروج بعض المصادر لفوائد زيت جوز الهند أو العسل كعلاجات موضعية. ورغم احتوائهما على مركبات مضادة للبكتيريا، إلا أن فعاليتها ضد الفطريات الجلدية في القطط لم تُثبت علميًا بشكل كافٍ. لذا لا يُعتمد عليها كخيار أساسي في العلاج.
كما يجب تجنب أي مستحضرات منزلية غير مخصصة للقطط، كالكحول أو معجون الأسنان أو الزيوت العطرية، لما تحمله من ضرر محتمل على بشرة القط الحساسة.
مدة العلاج والمتابعة
تتراوح مدة علاج فطريات القطط بين أسبوعين وستة أسابيع، وقد تطول في بعض الحالات التي تُعاني من ضعف المناعة أو إصابات متكررة. من المهم أن يستمر العلاج حتى بعد زوال الأعراض الظاهرة، لأن الفطريات قد تظل نشطة على الجلد حتى مع تحسّن المظهر الخارجي.
المتابعة مع الطبيب البيطري ضرورية للتأكد من اختفاء الفطريات تمامًا، ومنع عودتها لاحقًا. كما يُنصح بإعادة فحص القط سريريًا، خاصة إذا ظهرت أعراض جديدة أو استمرت البقع رغم العلاج.
مضاعفات إهمال علاج فطريات القطط
إهمال علاج فطريات القطط لا يؤدي فقط إلى تفاقم الحالة، بل يفتح الباب أمام سلسلة من المضاعفات التي قد تصبح خطيرة بمرور الوقت.
تفشي العدوى في جسم القط
عندما تُترك الفطريات دون علاج، تبدأ بالانتشار من موضع واحد إلى مناطق واسعة من الجسم. ما يبدأ كبقعة صغيرة قد يتحول إلى حالة جلدية شاملة تشمل الأطراف، الظهر، والوجه. في هذه المرحلة، يُصبح العلاج أكثر تعقيدًا، ويستغرق وقتًا أطول للاستجابة.
انتقال العدوى إلى حيوانات أو أشخاص آخرين
فطريات القطط تُعد من الأمراض القابلة للانتقال، ويمكن بسهولة أن تنتشر إلى قطط أخرى تعيش في نفس المنزل أو إلى الكلاب وحتى الإنسان. وكلما تأخر العلاج، زادت احتمالية انتقال العدوى عبر التلامس المباشر أو من خلال الأدوات المشتركة مثل الفُرش، البطانيات، أو أوعية الطعام.
تلف دائم في الجلد أو الشعر
الإصابات المتكررة والمزمنة قد تترك آثارًا طويلة الأمد. بعض القطط تُعاني من تلف في بصيلات الشعر، ما يؤدي إلى تساقط دائم في بعض المناطق. كما يمكن أن تُصاب أنسجة الجلد بندبات أو تصبغات يصعب علاجها لاحقًا، حتى بعد القضاء على الفطر.
طرق الوقاية من فطريات القطط
الوقاية من فطريات القطط تبدأ من العناية اليومية وتفاصيل الحياة المشتركة مع الحيوان الأليف. التعامل الاستباقي مع النظافة والصحة يقلل من احتمالية الإصابة ويمنع تكرار العدوى.
تنظيف بيئة القط بانتظام
البيئة التي يعيش فيها القط تُعد العامل الأول في حمايته من الفطريات. التنظيف اليومي للأرضيات، أماكن النوم، والزوايا التي يتردد عليها القط، يمنع تراكم الرطوبة والجراثيم التي تُحفّز نمو الفطريات.
تعقيم الأدوات والفرش
أدوات القط، من الفُرش إلى أطباق الطعام والماء، يجب أن تُعقّم دوريًا باستخدام منظفات آمنة ومضادة للفطريات. هذا الروتين البسيط يقطع الطريق على أي بكتيريا أو فطريات قبل أن تستقر وتتكاثر.
التغذية المتوازنة لتقوية المناعة
النظام الغذائي المتكامل لا يُسهم فقط في نشاط القط وحيويته، بل يُعزّز قدرته الطبيعية على مقاومة العدوى. وجبات غنية بالبروتين، الفيتامينات، والمعادن الأساسية تجعل الجهاز المناعي أكثر صلابة في مواجهة الفطريات.
فحص القطط الجديدة قبل إدخالها للمنزل
قبل إدخال أي قط جديد إلى المنزل، من الضروري عرضه على الطبيب البيطري لإجراء فحص شامل. العدوى الفطرية قد تكون في مراحلها الأولى وغير مرئية، لذا الوقاية هنا تعني الحذر المسبق.
العزل المؤقت للقط المصاب
إذا ظهرت أعراض الفطريات على أحد القطط، يجب عزله مؤقتًا عن باقي الحيوانات وأفراد الأسرة. فترة العزل تُسهم في وقف انتقال العدوى وتُسهّل مراقبة الحالة دون تعريض الآخرين للخطر.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
لا يُنصح أبدًا بالاكتفاء بالعلاج المنزلي إذا لم تُظهر حالة القط تحسنًا واضحًا خلال أسبوع من بدء العلاج. استمرار الأعراض أو تفاقمها يُعدّ إشارة تستدعي تدخلًا بيطريًا فوريًا، فالتأخر قد يسمح للفطريات بالانتشار أو التسبب في مضاعفات أعمق.
أما إذا لاحظت أن العدوى تتفشى بسرعة في أجزاء مختلفة من جسم القط، أو ظهرت تغيرات في سلوكه مثل فقدان الشهية، الخمول المفاجئ، أو الانعزال غير المعتاد، فهذه علامات لا ينبغي تجاهلها. تشير هذه التغيرات غالبًا إلى تدهور في الحالة الصحية أو انتشار داخلي للعدوى.
وفي حال إصابة أكثر من قط داخل المنزل، فإن التشخيص والعلاج المنزلي لن يكون كافيًا. الانتشار الجماعي للعدوى يستوجب تقييمًا شاملًا من قبل الطبيب البيطري لتحديد مصدر الفطر، خطة العلاج المناسبة، وإجراءات العزل والوقاية لتجنّب تفشي العدوى مجددًا.
خلاصة:
فطريات القطط ليست مجرد حالة جلدية عابرة، بل مؤشر على خلل يجب التعامل معه بجدية. تبدأ الإصابة عادةً ببقعة صغيرة، لكنها قد تتطور سريعًا لتُهدد صحة القط وسلامة من حوله.
تناولنا في هذا المقال أسباب الإصابة، الأعراض الشائعة، أنواع الفطريات، مراحل تطورها، وكيفية العلاج والوقاية، إلى جانب أهمية التشخيص المبكر والتدخل البيطري عند الحاجة.
كل تأخير في التعامل مع الفطريات يمنحها فرصة للتفاقم والانتشار. لذا، لا تنتظر حتى تتسع دائرة الضرر. كن يقظًا، راقب سلوك قطك وجلده، وابدأ العلاج من أول ملاحظة.
الأسئلة الشائعة:
هل فطريات القطط معدية؟
نعم، فطريات القطط تُعد من الأمراض المعدية. يمكن أن تنتقل العدوى بسهولة بين القطط الأخرى أو حتى إلى البشر، خصوصًا من خلال التلامس المباشر أو الأسطح الملوثة مثل الفراش، أو أوعية الطعام. لذلك، من المهم عزل القط المصاب عن باقي الحيوانات في المنزل حتى يتم العلاج بالكامل.
هل يمكن علاجها بدون طبيب؟
من الممكن أن يُحاول بعض الأشخاص علاج فطريات القطط باستخدام بعض العلاجات المنزلية مثل الشامبو المضاد للفطريات أو خل التفاح المخفف. ومع ذلك، لا يُنصح بتشخيص أو علاج القط بنفسك دون استشارة بيطرية، خصوصًا في الحالات المتقدمة. الطبيب البيطري يمكنه تحديد العلاج الأمثل بناءً على نوع الفطر وشدة الإصابة.
كم تدوم فترة العلاج؟
تتراوح فترة العلاج من أسبوعين إلى ستة أسابيع، وذلك حسب شدة الإصابة واستجابة القط للعلاج. من الضروري إتمام العلاج حتى بعد اختفاء الأعراض لضمان القضاء على الفطريات بشكل كامل. يمكن أن تستغرق الفطريات الأكثر مقاومة وقتًا أطول.
هل الخل كافٍ؟
الخل قد يكون مفيدًا في بعض الحالات كعلاج موضعي مؤقت بسبب خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات. لكن، لا يُعتبر الخل علاجًا كافيًا للعدوى الفطرية في القطط، خاصةً إذا كانت العدوى شديدة أو منتشرة. من الأفضل استشارة الطبيب البيطري لاختيار العلاج الأنسب.
كيف أعرف أن القط شفي تمامًا؟
يمكن التأكد من شفاء القط تمامًا من الفطريات عندما تختفي جميع البقع الجلدية المصابة، وتعود فروته إلى حالتها الطبيعية دون قشور أو تساقط للشعر. كما يجب أن يعود سلوك القط إلى طبيعته، دون حكة أو إحساس بالألم. يمكن للطبيب البيطري تأكيد الشفاء الكامل من خلال فحص سريري واختبارات إضافية إذا لزم الأمر.
المراجع:
Ringworm: A Serious but Readily Treatable Affliction
لا تعليق